هل تُمثل حملتك جميع أطياف مجتمعك؟
كتب : محمود المصري
لديك ولدى المجتمع الذي تنتمي له قضية وقررت أن تقوم بحملة لمناصراتها والتعبير عنها مع مجتمعك، هذا جيد للغاية وخاصة بعد ما قمت بتحديد أهدافها ورسم الاستراتيجية الخاصة بها والإطار الزمني لحملتك؟
قمت باختيار شبكتك من الداعمين والتنسيق مع المجموعات المشابهة لمجموعاتك الذي يشاركونك نفس الهدف؟ أنت فعلا تفاجئني .. هذا شيء عظيم ومبهر!
لكن لحظة واحدة .. لدي نقطة ربما تكون مزعجة بعض الشيء ولكن لا مجال ياصديقي للمجاملات .. فقد قررت أن أناقشها معك..هل تعبر حملتك عن جميع الأطياف الموجودة في مجتمعك؟ .. أعلم أن ربما تكون حملتك مولودة في مجتمع له عاداته وتقاليده الخاصة ولكن لا يعتبر هذا مبررا كافيا لطمس أو إخفاء بعض فئات المجتمع بل إن ممارسة هذا بقصد أو دون قصد بحسن نية أو بسوء نية يعد هدم لأحد أهم مباديء حقوق الإنسان ألا وهو التضمين أو ما يطلق عليه بالإنجليزية (Inclusion)
فلنبدأ من هنا إذا .. ما هو التضمين؟ وما معنى التضمين في الحملات الخاصة بحقوق الإنسان؟
التضمين أن يكون جميع فئات المجتمع ممثلين ومأخوذين في الإعتبار، ولذلك يجب أن تعبر الحملة التي يقوم بها مجتمع بعينه عن جميع فئاته، ألا تتفق مع أنه من غير المنطقي أن تكون هناك حملة في مجتمع نصف أفراده من النساء ولا تظهر أنثى واحدة في حملات المناصرة الخاصة به؟ هذا ليس فقط عجيب وغريب ولكنه أيضا غير مقبول على أي مستوى من مستويات حقوق الإنسان.
إذاً، إذا كان مجتمعك مكون من 10 أفراد منهم 4 نساء، فمن المنطقي للغاية أن يكون حوالي 40% من الأصوات الممثلة في حملتك من النساء! عدم أخذ التمثيل لفئات المجتمع المختلفة في الإعتبار سينتج عنه أن تكون حملتك غير ممثلة عن جميع فئات مجتمعك، أنا أعلم أنك لا تريد هذا ولا أنا أيضا أريد هذا!
أسمعك الآن وأنت تحاول أن تقول لي “أهذا هو الموضوع كله؟ .. ألم يكن بالأحرى أن تقول لي أنه الموضوع عن حقوق المرأة ليس إلا؟ .. ولماذا تستخدم مصطلحا واسعا كالتضمين؟” ثانية واحدة ياصديقي .. أنا لمن أنتهي بعد، ربما يكون هناك بعض الفئات في مجتمعك لا تحس أصلا بوجودهم، أو ربما يؤخذون هم خطوات للخلف لعدم ثقتهم أن وجودهم مرحب بهم. وهنا أقول لك أن لا داعي أن أكون غير مباشراً، أعني المثليين والمثليين والمتحولون والمتحولات جنسيا والغير منتمين لنوع إجتماعي بعينه.
أتفهم أن في بعض المجتمعات ربما يكون تمثيل تلك الفئات شيء غير منتشر ومن هنا تزداد أهميته وتزداد المسؤولية تجاه كل مديري حملات المناصرة.
كيفية التضمين؟
دعنا نكون أكثر عملية الأن في هذا الدليل تعرض ويتنيس المراحل الاساسية التي يجب فيها التأكد من تضمين كافة فئات المجتمع
وهي بداية من كتابة الاسكريبت فيجب أن يراعى الآتي
- تأكد من أن النساء وأعضاء مجتمع الميم من داخل حركتك جزء من عملية تطوير البرنامج النصي.
- ضع في اعتبارك كيف تؤثر المشكلات التي تواجهها على النساء ، والمتحولين جنسياً وأعضاء مجتمع الميم بشكل مختلف. واحرص على العمل سوياً لتحديد أفضل الطرق لتمثيل هذه المشكلات.
ومرحلة التصوير
- يجب أن تسأل هذا السؤال، كم عدد النساء أو أعضاء مجتمع الميم المتواجدون داخل الفيديو؟
- يجب تمثيل النساء والأشخاص من الهويات الجنسية المختلفة والتأكد من المشاركة الفعالة لهم في الفيديو. لكي يكون لديك توازن وتمثيل للجميع.
التخطيط للمقابلات
- تعزز القوالب النمطية للنساء أو لأصحاب الهويات الجنسية المختلفة. اسأل نفسك ، كيف ستمثل الأشخاص الذين يظهرون في الفيديو؟ هل ترتبط أدوار النساء فيه بالصورة النمطية؟
- هل يعتبر هذا الفرد نفسه معبراً عن نوع الجنس (أو شخصًا يأخذ دورًا نشطًا في توسيع المعايير والأفكار الثقافية حول النوع الاجتماعي)؟ إذا كان الأمر كذلك ، هل تقدم لهم مساحة لوصف كيف يأثرون في فهم مجتمعهم للتعبير للهويات الجنسية؟
- تصور رؤية أوسع للمساواة بين الجنسين. اترك الصور النمطية الضارة والتي غالبًا ما تكون موجودة داخل المجتمعات والحركات.
وأخيراً، وكما ذكرت من قبل في بعض المجتمعات ربما تقرر بعض الفئات عدم الظهور بشكل كامل أو الإعلان عن هويتها وهنا يتعين على قائد الحملة مسئولية تجاه الحصول على الموافقة المستنيرة منهم وإخفاء هويتهم إذا ما طلبوا ذلك وعليك أن تتذكر أن
- في بعض الأحيان يتم مهاجمة النساء والأشخاص ذوي الهويات الجنسية المختلفة لمشاركتهم في الحركات السياسية داخل مجتمعهم.
- مشاركة التفاصيل حول الفيديو (الهدف ، طريقة التوزيع ، الآثار المحتملة للمشاركة) مع من أجريت معهم المقابلات وأي شخص آخر حضر التصوير. فكر في جميع الطرق التي يمكن اتباعها لحماية هوية شخص ما حتى يتمكن من المشاركة.
- سأل الشخص عن كيفية تحديد هويته أو ما إذا كان يرغب في تحديد هويته على الإطلاق.