دراسة حالة: إثبات الانتهاكات البيئية في البرازيل
دراسة الحالة هذه جزء من دليل ويتنس عن الدفاع عن البيئة
الخلفية:
في عامي 2014 و 2016، كانت البرازيل مسرحًا لاثنين من أبرز الأحداث الرياضية العالمية: كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية. ولكن قبل سنوات من هذه الفعاليات، كانت الحكومة البرازيلية قد شرعت في حملة واسعة النطاق لإخلاء الأحياء الفقيرة والمناطق السكنية ذات الأغلبية السوداء، بهدف إزالة هذه المجتمعات لبناء طرق سريعة ومنشآت جديدة.
رغم الجهود العديدة من قبل المجتمع المحلي والنشطاء لتوثيق هذه الانتهاكات القانونية والكشف عنها، استمرت الحكومة في التعتيم على الأضرار الناتجة عن سياسات النزوح. في وقت مبكر من عام 2011، كانت تقديرات تشير إلى أن حوالي 170,000 شخص في المدن البرازيلية الموازية كانوا مهددين بالطرد القسري من منازلهم أو قد تعرضوا بالفعل لهذه العمليات.
ورغم تلك التقارير، كانت السلطات البرازيلية تكرر بشكل متواصل نفيها لوقوع عمليات الإخلاء القسري، وتؤكد أنه “جميع عمليات الترحيل تتم إما عبر التفاوض أو عبر المحاكم”، وأن “لا أحد يُطرد بالقوة”، كما أكدت على أن “لا عائلة تُعاد توطينها دون تعويض مناسب”.
مقاطع الفيديو كأداة لإثبات الانتهاكات
هل يمكن لـ 114 مقطع فيديو أن تروي قصة واحدة؟
الجواب نعم، فقد تم جمع وتنظيم هذه المقاطع لتوثيق عمليات الإخلاء القسري في مدينة ريو دي جانيرو. ومن خلال تنظيم هذه الانتهاكات وتحليلها حسب مرحلة الإجراءات، أصبح من الواضح كيف كانت الحكومة تشارك في هذه العمليات والتكتيكات التي كانت تستخدمها. ونتيجة لهذا التوثيق، تمكنت المجتمعات المحلية من تقديم رواية موازية مباشرة تنقض إنكار الحكومة المتكرر لعمليات الإخلاء القسري.
أحد المقاطع يظهر شهادة مأساوية لأحد المتضررين:
“ابني الصغير يتلقى العلاج في مستشفى صغير. يريدون إخراجنا من هنا وإرسالنا بعيدًا دون أن يعطونا أي خيار أو بديل. في البداية، وصلوا إلى هنا وأجبرونا على رش الطلاء ووضع علامات على أبوابنا. وقعنا على محضر اعتراض لم نكن نعلم شيئًا عنه، وضغطوا علينا لتوقيعه دون أن يكون لدينا أي فكرة عما كنا نفعل”.
- ماريا زينيد، مقيمة تم إخلاؤها من حي “فافيلا دو مترو” في عام 2012.
التوثيق والوثائق القانونية
في عام 2012، قامت منظمة وشرکاؤها في البرازيل بتوثيق وجمع وتنظيم مقاطع فيديو من 21 مجتمعًا لإثبات عمليات الإخلاء القسري. هذه المقاطع أصبحت أداة حاسمة في إثبات ما كان يتم إنكاره من قبل الحكومة البرازيلية، فكل مقطع كان يروي جزءًا من القصة، مما خلق دليلاً لا يمكن تجاهله على الانتهاكات التي تعرض لها الأفراد المتضررون.
دور مقاطع الفيديو في تقديم الأدلة:
في وقت لاحق، كان من الضروري استخدام هذه الفيديوهات كأدلة مرئية للمساعدة في إثبات الانتهاكات المختلفة، بما في ذلك دور الحكومة في ارتكابها. من خلال هذه المقاطع، كان يمكن توثيق الحياة اليومية للأشخاص المتضررين الذين كانوا يعيشون في منازل تعرضت للإخلاء القسري. كما سلطت الفيديوهات الضوء على تفاصيل عمليات الإخلاء وغياب أي بدائل أو تعويضات ملائمة، مما ساعد في تقديم شهادة حية عن معاناة المجتمعات المتأثرة.
الهدف النهائي:
الهدف كان بسيطًا ولكن بالغ الأهمية: إثبات ما كان يتم تجاهله أو نفيه، وهو أن حياة الأشخاص الذين تم إخلاؤهم كانت تتعرض لتهديد حقيقي. باستخدام هذه الأدلة، كانت المجتمعات قادرة على محاربة التجاهل الحكومي والمطالبة بحقوقها، لتكون هذه القصص شاهدة على الانتهاكات التي تعرض لها العديد من السكان في البرازيل.