Blog

تظاهرات في الصحراء الغربية

نزاع الصحراء الغربية.. إنتهاك مستمر لحقوق الإنسان

الصحراء الغربية، المنطقة الوحيدة في إفريقيا التي لم يحسم مصيرها بعد الحقبة الاستعمارية الإسبانية، والتي يسيطر المغرب حاليا على معظم أراضيها.
وفيما يعتبر المغرب ان الصحراء جزءًا لا يتجزأ من أرضه، لا تزال المطالبة بالإنفصال والإستقلال قائمة وذلك عبر طلب إستفتاء على تقرير المصير بهدف حل النزاع، وتمسكا بحقوق الإنسان وحق الشعوب بتقرير مصيرها، أعلنت عنه جبهة “بوليساريو”العام 1976 تحت إسم “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية”.


فماذا يحدث الآن على الأرض الصحراوية؟

في 22 من كل شهر، تقوم الشرطة المغربية بالإستنفار امام منزل عائلة الشاب الصحراوي سعيد دامبر، والذي قتل على يد شرطي مغربي تم التعرف عليه.

ويقال ان وفاة دامبر كان نتيجة لمناقشة وجهات نظر سياسية تتعلق بتفكيك معسكر احتجاج “غديم إزيك” في الصحراء الغربية، الذي دمرته قوات الأمن المغربية بعنف في ديسمبر/كانون الأول 2010.

وجاءت الذكرى السنوية الأخيرة لوفاة دامبر بالتزامن مع اليوم الثاني من محادثات المائدة المستديرة المتجددة بين جبهة “بوليساريو” والمغرب في جنيف، حيث نزلت مجموعة عناصر من الشرطة المغربية بملابس مدنية حاملة اجهازة اللاسلكي، وفرضت طوقا امنيا عند محيط منزل عائلة دامبر، مستعينة بالمعدات المجهزة لمكافحة الشغب، كما هاجمت مجموعة من المتعاطفين والناشطين الصحراويين، تاركين خلفهم العديد من الضحايا.

وكانت الحكومة المغربية دفنت جثة سعيد دون إذن عائلته، متجاهلة الطلبات المتكررة للكشف عن ما حدث والسماح بمحاكمة عادلة، والاستماع إلى أي من المتورطين بالقتل، كما ذكرت صفحة “نشطاء” التي تتابع الاضطهادات الحاصلة في الصحراء الغربية.

قمع للمتظاهرين في الصحراء الغربية المطالبين بالانفصال عن المغرب - حقوق الانسان

إعتقالات، تهديد وإسكات للصحافة!

تعرضت الصحافية نزهة الخاليدي للمحاكمة في 18 مارس/آذار بسبب تصويرها وتحميلها فيديو لمظاهرة سلمية في شوارع العيون عاصمة الصحراء الغربية، كما تعرضت للتوقيف حيث يظهر مقطع الفيديو الذي بثته لحظة مطاردة الشرطة لها. وقالت أنها تعرضت فيما بعد للاعتداء بالضرب وتم توقيفها ومصادرة هاتفها الجوال.

وقد تم تأجيل محاكمتها إلى يوم 20 مايو/أيار بعد ان وجهت اليها تهمة “انتحال مهنة لا يسمح لها بها القانون” هو جزء من خطة ينهجها المغرب لإسكات المواطنين الصحفيين الذين يعتبر عملهم مفتاحا لكسر الحصار الإعلامي المغربي.

وقالت الخاليدي: “إننا نسعى لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وهو ما يعرض سلامتنا للخطر. نحن معرضون للاعتقال وللتعذيب. عائلاتنا تتعرض للضغوط والتهديدات. إن الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها هي أنني قمت بتصوير عنف الشرطة المغربية ضد صحراويين مسالمين ولذلك فمن المحتمل أن أتعرض للاعتقال لأشهر أو سنوات. لكن لا سبيل عن ذلك من اجل كسر الحصار الإعلامي الذي يفرضه المغرب”.

الصحافية نزهة الخالدي مناشدة المجتمعات الدولية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية

وسبق للخاليدي أن تعرضت للتوقيف في 4 ديسمبر/كانون الأول 2018 بينما كانت تبث وبشكل مباشر مظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتقلت في 21 أغسطس/آب 2016 عندما كانت تغطي مظاهرة للنساء الصحراويات حينها قامت الشرطة المغربية بمصادرة كاميرتها واحتجزتها في مركز للشرطة ليلة كاملة، تعرضت خلالها للاستنطاق وعانت من سوء المعاملة لكن تم الإفراج عنها دون أن توجه لها أي اتهامات.

وخلال السنوات الاخيرة، ارتفع عدد المواطنين الصحفيين الصحراويين الذين يصورون ويشاركون ما التقطته عدسات كاميراتهم لانتهاكات الشرطة المغربية. وكان رد المغرب هو الرفع من عدد الاعتقالات التعسفية وإصدار أحكام بالسجن ومضايقات واعتداءات جسدية ضدهم.

يعتبر المغرب من اصعب المناطق للعاملين في وسائل الإعلام، مع ازدياد اعتقال الصحفيين خلال المظاهرات ومحاكمة الصحفيين الصحراويين وترحيل الصحفيين الأجانب.


خلفية تاريخية

أقرت محكمة العدل الدولية في لاهاي بوجود روابط بين الصحراء الغربية أثناء خضوعها للاستعمار والمغرب وموريتانيا، لكن المحكمة اعتبرت هذه الروابط غير وثيقة لتقضي في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1975 بمنح سكان المنطقة حق تقرير المصير.

وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني من السنة ذاتها لبى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني للتوجه في “مسيرة خضراء” تخترق حدود هذه المنطقة لتأكيد “انتمائها” إلى المملكة.

ويشير التقرير الأخير للأمم المتحدة إلى أنباء حول “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان” من طرف الشرطة المغربية تمثلت في “توقيفات عشوائية”، و”حالات سوء معاملة” و”أعمال تعذيب” ضد صحراويين يناضلون من أجل تقرير المصير. كما يشير التقرير إلى “مراقبة مفرطة” يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان والصحافيون. أما من جانب “بوليساريو”، يعبر التقرير عن قلقه إزاء احترام حقوق اللاجئين في مخيمات “تندوف”، القابعة على اراضٍ جزائرية.

ويؤثر النزاع سلبا على العلاقات بين الجزائر التي تساند “بوليساريو” والمغرب، لتقفل الحدود البرية بين البلدين الجارين منذ العام 1994، بينما يرجع تاريخ آخر لقاء بين قائدي الدولتين إلى عام 2005.

واقترحت الرباط أخيرا على الجزائر إحداث آلية للحوار، فيما طلبت الجزائر رسميا عقد اجتماع عاجل لمجلس وزراء خارجية بلدان اتحاد المغرب العربي الخمسة، لإحياء هذه المنظمة المشلولة بسبب النزاع بين المغرب والجزائر.

إطلع ايضا على التقرير السنوي لـ “وتنس” حول حقوق الإنساء في الصحراء الغربية

كيف يمكن لـ “وتنس” ان تساعد؟

إن توثيق حقوق الإنسان يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر وخاصة في التعامل مع الأجهزة الأمنية. مصادر “وتنس” تساعدك على فهم كيفية التعامل مع الظروف على الأرض، أرشفة المواد المصورة، إستخدام الفيديو كدليل، كيفية حماية نفسك والآخرين إجراء المقابلات وإستخدام هاتفك النقال:

 



النشرة الإخبارية

مرحبا بكم في النشرة الإخبارية لمنطقة ويتنس و برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا!

.تلقى الأخبار والتحديثات عن اعمالنا في الشرق الأوسط !جنبا إلى جنب مع موارد عملية للتصوير، وتبادل وحفظ الفيديوهات في مجال حقوق الإنسان
.نحن لن نشارك بريدك الالكتروني مع طرف ثالث

الاشتراك

WITNESS Newsletter